وكالة معا ـ صدق المنجمون ومات باسل الطروة

ناصر اللحام يرثي صديقه / صدق المنجمون ومات باسل الطروة
18/2/2008

الشهيد باسل الطروة
قلبي ينزف دما على وفاة باسل الطروة ، زميل الاسر ورفيق الدراسة وصديق العمل ، وأشعر خلال كتابة هذه السطور انني اكتشف معاني جديدة للحزن ، ذلك الحزن الذي يضرب بصاحبه فيشل ردود فعله فلا يقوى على التعبير .

فعلى ابواب هذه السنة 2008 وحين كانت الفضائيات منشغلة باستضافة المنجمين والعارفين بشؤون الابراج ، فوجئ الناس بسماع توقعات العراف ميشال حايك.

ومن أبرز توقعات ميشال حايك ، بل من اهمها بالنسبة لنا كان قول الرجل ان ( الأستاذ عباس زكي يُستهدف باكثر من جهة هو او احد من معاونيه ) .

قطعت السهرة ورفعت سماعة الهاتف للزميل الاعلامي باسل الطروة وقلت له : هل سمعت ما قال الحايك ؟ قال لم اسمع ولكن الاصدقاء اتصلوا بي وطلبت منه زيارتي في اقرب فرصة .

جاء باسل وامضى عدة ساعات في مقر وكالة معا ، فقلت له بتردد " اترك العمل في لبنان واعمل معنا هنا في معا " ضحك كثيرا حتى بانت نواجذه وقال ( هل تريد ان تقنعني بانك اصبحت تصدق المنجمين الان ؟ ) .

شعرت بالاحراج ولكنه كعادته ظل مبتسما ومرحا ، مازح الموظفين وصافح الاصدقاء وأصر على ان اكتب له مسودة مشروع يصلح للعمل في قطاع تنمية المجتمع حتى نعمل به بعد عدة سنوات .

رفضت بحجة الاشغال الكثيرة ولكن اصراره اللطيف اجبرني على كتابة المشروع وظل واقفا فوق رأسي حتى انتهيت من الكتابة ، وكان يخطط لسنوات وسنوات قادمة من العمل ، وعند مغادرته المكتب عدت وقلت له : اجوه عليك الله ان لا تذهب الى لبنان - ابق هنا ، اعمل معنا ولا تذهب الى لبنان فلربما يصدق ميشيل الحايك هذه المرة .

عاد وضحك كثيرا وبشكل مبالغ فيه وطلب من الزملاء التدخل لاسكاتي ، وهمس في اذني " انت وزوجتي تصدقان ميشيل الحايك " . وأضاف : هناك دعوة لك لزيارة لبنان ونحن بانتظارك .

وقبل يوم من نبأ وفاته : ألح باصرار ان اتصل به على مكتبه في بيروت فرفعت السماعة وتحدثت معه وانضم الى الحديث عدد من الشخصيات الفلسطينية في لبنان .

ثم قال : ابو مشعل وصل الى عمان ، وانا بعد عدة ايام ساكون عندك في المكتب هل تريدون شيئا - جهزوا أسئلة للقاء زاهي وهبي وكذلك أسئلة للقاء صلاح صلاح عن ذكريات جورج حبش الاخيرة في سوريا .

الاسئلة جاهزة ، ونحن بانتظاره ، ولكن باسل لم يأت لأخذها ، فهذه المرة صدق المنجمون ومات باسل الطروة .

الى جنات الخلد يا روح باسل ، أنتم السابقون ونحن اللاحقون انشاء الله .

رحمه الله
وكل اموات المسلمين

استغفر الله العظيم يعني كيف صدق المنجمون

يعني لو تنبأ بشيء وفعلا جاء بالصدفة برضو كاذب " كذب المنجمون ولو صدفوا "


وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة