منتدى سعير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

( سنديانة الكرامة )

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

( سنديانة الكرامة ) Empty ( سنديانة الكرامة )

مُساهمة من طرف أبو عمرو 1/12/2007, 19:47

( سنديانة الكرامة )

1/12/2007

( سنديانة الكرامة ) 156107

سهير بشناق - هي قصة امرأة و شجرة و فصل من الأمومة الموجعة تجلت على أرض فلسطين، المرأة كما الشجرة شهادتان على عصر الرماد، و الشجرة كما المرأة روحان ترفضان الاقتلاع..
بأي حق تريدون أن تقتلعوها ؟؟
بأي مشيئة تزهقون روحها التي طوبنا لها العشق المقدس فتوجناها رمزا على جراحنا فكانت رائحة الكرامة فينا و عنوان الوجود؟؟
ستقلعونها وتحرقونها.... وانتم لا تعلمون إنها روح منا ..... هي بقيمة أبنائنا نعشقها كما نعشقهم ونحضنها ونرعاها كما حملناهم في أحشائنا وسهرنا على تربيتهم العمر كله
فلتشهروا البنادق و ليعزف الرصاص جوقة الموت المرعبة فلن تخيفونا
لن نتنازل عنها فترابنا كرامتنا .
سنحضنها و سنفسح لأغصانها فرصة التشبث بصدورنا لنموت بجانبها وتروي دماؤنا جذورها التي تشرش فينا كما في التراب، وحتى و إن نبشتم الأرض لاستئصال الجذور فإن دماءنا ستروي ألف شجرة أخرى، لتبقى سنديانة الكرامة عنوان وجودنا وشهادة بقائنا على هذه الأرض التي لن تموت وان متنا ....
هي '' ام غالب '' امراة فلسطنيية تفوح منها رائحة الوطن وتجسد ملامحها - المتعبة - معاناة شعب باكمله تمسك بارضه وتحمل ضريبة الدم عن طيب خاطر.
لم تكن تعلم ام غالب ان عين الكاميرا ستلتقط لها صورة وهي تدافع بعفوية وبدافع ارتباطها بالأرض عن زيتونتها التي تعني لها الحياة تدافع عنها بعد أن قرر جنود الاحتلال حرق أشجار الزيتون في أرضها واقتلاعها من جذورها فأبت أن تستسلم لهم .
ورردت '' الله اكبر ان اردتم اقتلاعها وحرقها فاحرقوني معها واقتلوني انها ارضي وشجرتي '' فاحتضنتها وهي تبكي بحرقة لترى - كما أخبرتنا - دموع في عيون احد الجنود .
لعلها دمعة استطاعت في لحظة ما أمام شموخ هذه المرأة وصورتها وهي تتشبث بشجرة الزيتون ان تسقط البندقية التي لطالما أحرقت قلوب أمهات وشردت ملايين الأسر بلا رحمة ولا اعتراف بحق الوطن والكرامة
أم غالب جاءت لعمان لتكرمها مؤسسة الكرامة الأربعاء الماضي في فندق الفور سيزون في حفل يليق بهذه المراة بجائزة أطلقت عليها اسمها ( محفوظة ) - سنديانة الكرامة - دخلت قاعة الاحتفال بثوبها الفلسطيني لتحظى بتصفيق الحاضرين ووقوفهم احتراما لها ولموقفها المشبع بالكرامة وبحب الوطن بدأت كلماتها التي لم تدونها في ورقة ولم تتدرب عليها مرات ومرات قبل أن تقراها على مسمع الحضور فبدت عفوية مثل تراب الوطن و رائحة الخبز الطازج.
فشكرت الأردن أولا وجلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان دائما داعما للشعب الفلسطيني منوهة بمواقفه الشجاعة والتي منها استضافتها حيث تمكنت من الحضور للأردن لتتسلم جائزتها التي بادرت إليها مؤسسة كرامة لتؤكد بان الكرامة لا تحتاج سوى الإيمان بقضية ما وبرمز ما قد يكلفنا حياتنا لكنه يستحق ذلك.
قالت ام غالب - محفوظة - في حفل تكريمها '' شجرة الزيتون قيمتها كقيمة أبنائي .
ربيناها كما نربي أبنائنا فتحنا عيوننا عليها وعلى قيمتها نزرعها طوال حياتنا فهي الأرض و الوطن فعندما شاهدنا جنود الاحتلال وهم يريدون قطع أشجارها بعد أن صادروا ( أغنامي ) التي هي أيضا كانت مصدر رزقنا لم أتمالك نفسي وقلتم لها .
الله اكبر ماذا تبقى لنا سوى هذه الشجرة اقتلوني قبل ان تقتلعوها واحتضنتها وانا لا ارى الا هي وبقيت اتمسك باغصانها حتى شعرت ان يدي واغصانها اصبحوا كيانا واحدا وكنت مستعدة ان اموت قبل ان اشهد لحظة اقتلاعها وهي الحياة بالنسبة لي '' .
تسلمت محفوظة الجائزة التي سميت باسمها وهي أول المستلمات للجائزة كونها كافحت طوال حياتها وحاربت دون كلل لتوفر لعائلتها و لمجتمعها حياة أفضل .
وهي تجسد صورة مشرفة لنساء يتعرضن يوميا للعنف ومحاولات سلب كرامتهن واقتلاعهن من ما تربيين عليه طوال حياتهن من عشق الأرض التي تعتبر مصدر حياة ورزق لملايين الأسر التي تعيش تحت وطأة الاحتلال وقهره .
محفوظة - 65 - عاما هي المراة الأولى التي تتسلم هذه الجائزة التي تبعا للقائمين على مؤسسة كرامة ستصبح جائزة سنوية تقام كل عام في دولة عربية مختلفة يتم من خلالها تكريم عدد من النساء اللواتي ليس بالضرورة ان يكن مشهورات وانما نساءا عاديات لكنهن يواجهن تحديات مختلفة ويناضلن من اجل البقاء على مختلف الاصعدة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية .
''أم غالب'' امرأة عادية امتحنت الدنيا صمودها لأعوام طويلة ولكن الكاميرات التي رافقت الجرافات إلى قرية سالم في نابلس لتصور اقتلاع أشجار الزيتون تمهيدا لمصادرة الأراضي نقلت ''أم غالب'' إلى ذروة الحدث وجعلتها تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية التي نذرت حياتها للأرض بكل تجلياتها و معانيها.
''محفوظة'' كانت المرأة الرمز في عمان التي ما فتئت تفتح أحضانها للقادمين بصمودهم و أحزانهم النبيلة، و في عمان تعالت الصيحات مع ''محفوظة'' لترفض المساومة و تؤكد حق المقاومة.
''محفوظة'' عبرت عن تمسكها بشجرة الزيتون رافضة الخضوع والاستلام و أقسمت بأنها لن تتنازل عن هذه الشجرة المباركة ولو افتدتها بحياتها، لم تتصنع و لم تمثل فما الذي يمكنه أن يدفع مثل هذه المرأة لتحدي الحديد و النار و احتضان شجرتها مشهرة تحديها إلى آخر الشوط حتى لو اقتلعتهما الآليات سويا، فحياتها أمام بنادق جنود الاحتلال قد لا تكون ذات قيمة لكنها في نظر من يؤمنون بالإنسان كقيمة مطلقة تعني أسمى معاني الحياة و الوجود.
أبو عمرو
أبو عمرو
مشرف عام
مشرف عام

ذكر
عدد الرسائل : 793
العمر : 45
الموقع : http://www.saeer.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 19/11/2007

http://www.saeer.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

( سنديانة الكرامة ) Empty رد: ( سنديانة الكرامة )

مُساهمة من طرف رأفت جبارين 1/12/2007, 23:32

شكرا لمواضيعك الراقيه والمؤثره سيد ابو عمرو
رأفت جبارين
رأفت جبارين
عضو متميز
عضو متميز

ذكر
عدد الرسائل : 199
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

( سنديانة الكرامة ) Empty رد: ( سنديانة الكرامة )

مُساهمة من طرف Radee217 2/12/2007, 13:52

مــشــكــور ابـو عـمـرو

( سنديانة الكرامة ) B7a627c0cd
Radee217
Radee217
مشرف عام
مشرف عام

ذكر
عدد الرسائل : 534
العمر : 37
الموقع : فـلـســ قـلـب ــيـن
المزاج : تمام والحمدلله
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

http://www.saeer.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

( سنديانة الكرامة ) Empty رد: ( سنديانة الكرامة )

مُساهمة من طرف أبو عمرو 2/12/2007, 19:46

شكرا الكم على المرور اللطيف
أبو عمرو
أبو عمرو
مشرف عام
مشرف عام

ذكر
عدد الرسائل : 793
العمر : 45
الموقع : http://www.saeer.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 19/11/2007

http://www.saeer.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى